مقالات رأي

كامل ادريس.. السباحة عكس التيار ….. قاسم فرحنا

كنا ومازلنا اكثر الناس تفاؤلا بمقدم السيد كامل ادريس رئيسا لوزراء حكومة السودان سيما في الوقت الراهن والبلاد تمر بتحولات كبيرة وظروف بالغة التعقيد… ثقة البرهان في كامل ادريس دفعت بالاخير ان يتقلد هذا المنصب الحساس الذى ما زال شاغرا منذ هروب حمدوك من تحمل المسؤولية في العام 2022 عقب اعتقاله حينها من المكون العسكري وحل حكومته في واقعة اكتوبر المشهورة… ذهب حمدوك واشتعلت الحرب في ابريل العام 2023 بعد توترات عنيفة بين قحت والدعم السريع من جهة والبرهان ومنظومته من جهته اخرى…
وبما أن البلاد تشهد حالة من الفراغ الدستوري العريض حاول رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان تدارك الوضع فدفع بالبرفسور كامل ادريس رئيسا للوزراء في خطوة وجدت الرضاء من معظم السودانيين وعارضها اصحاب الاجندات الخاصة….
تعين ادريس زرع حقول الأمل في صحراء اليأس وحول جحيم السودانيين الى واحة خضراء على أمل أن يقوم الرجل بتعين صفوة القوم لادارة شأن البلاد التنفيذي…. اتسعت رقاع العشم وارتسم الامل وعلت الوجوه ابتسامة بيضاء …. وصل ادريس مطار بورتسودان وسجد في ارض السودان وادى بعدها القسم رئيسا لوزراء السودان وبعدها بيومين اعلن حل الحكومة على أمل أن يعلن عن حكومته بوجوه جديدة … طال الانتظار وعصفت الايام بالاحلام الوردية لشعب السودان…اصطدم ادريس بعقبات المحاصصة فانصاع لموجتها وقبل بسياسة الامر الواقع فلم يستطع اقتلاع شجرة المحاصصة في وزارة التي يجلس على دفاعا جبريل ابراهيم قائد حركة العدل والمساواة وفقا لاتفاقية جوبا احدى بلاوي حمدوك….
بقاء جبريل في منصبه رغم انهيار اقتصاد السودان ووصوله مرحلة التلاشي يعضد مقولة انه ليس للسياسيين هم تجاه السودان المنكوب…الكل يسعى لمصلحته…حتى ادريس وجد نفسه مجبرا للسباحة عكس التيار…وبات يعلن عن حكومته بالقطاعي….فابتدرها بالدفاع والداخلية واردف بالزراعة والصحة والتعليم العالي واخيرا الاعلام…..
اسماء مغمورة عدا الدفاع والداخلية…وزراء (قحاتة) على عينك يا تاجر…. المعز عمر بخيت الذي اعتذر عن تقلد حقيبة وزارة الصحة كما يشاع هو احد الذين سخروا من جيش البلاد وله قصائد تهجو القوات المسلحة وتطعن في قوميتها….
لا تتعجل يا ادريس ولا تنصاع لموجات الهجوم المضاد حتى لا يدركك الغرق وتركب موجة الهروب كما فعلها سلفك حمدوك….
الشعب السوداني علق عليك اماله فلا تخذله….(الجفلن خليهن) اقرع الواقفات…. السودان مليء بالكفاءات والعالم كله يعرف قيمة الكادر السوداني…. اصبر ولا تستعجل… فإن كانت هذه تعيناتك فتوقف عند هذا وقودها بوكلاء الوزرات افضل لنا من الخرمجة التي اقدمت عليها…
سنقف معك وندعمك ايجابيا قدر المستطاع ولكنا نريد منك حكومة كفاءات وليست (كفوات)! ….
البلاد الفيها مكفيها ولا نريد لها الدخول في متاهات جديدة…القحاتة وجودهم في دفة الحكم (مفسدة) فهم كالخمر التي لعن بضم اللام لعن عاصرها وحاملها والمحمول إليه…
بلادنا في غنى عن المجاملات يا عزيزي….ٱما حياة تسر الصديق واما مماتا يغيظ العدا…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى