الرمال المتحركة دكتور يوسف القرشي قحت والسقوط الأخلاقي امام الشعب

في بدايات الثورة، كان السودانيون يخرجون إلى الشوارع بقلوبٍ مشتعلة بالأمل. كانوا يهتفون باسم “قوى الحرية والتغيير” كما يهتف المؤمن لصلاته. كانت “قحت” كما أحب الناس أن يختصروها رمزاً للثورة، عنواناً للنقاء، وحلماً بوطنٍ جديدٍ يُولد من رماد الظلم كما صورها شذاذ الافاق وعملاء السفارات الطارئين علي الحضاره.
لكن، ما الذي حدث بعد ذلك؟
كيف تحوّل ذلك الرمز المزعوم إلى جرحٍ مفتوح في ذاكرة الشعب ، وإلى اسمٍ يردده الناس اليوم بنبرةٍ فيها مرارة وخيبة ؟
لقد صعدت قحت على أكتاف الجماهير، لكنها ما إن وصلت إلى المنصة حتى نسيت من حملها حسب تقديرنا لكن في الحقيقه هي اتت لتنفيذ اجنده استعماريه جديده.
كانت وعودها بالحرية والعدالة مثل الماء في السراب: يلمع من بعيد، لكنه يختفي حين تقترب منه.
الناس الذين خرجوا طلباً للحياة الكريمة وجدوا أنفسهم في مواجهة الفوضى، والوعود التي تبخّرت، والقيادات التي تقاتلت على الكراسي بدل أن تتكاتف لبناء الوطن .
قحت التي كانت تمثل الحلم الجماعي وفتى الاحلام، تحولت إلى جماعات متناحرة، كل منها يتحدث باسم الثورة وهو في الحقيقة يحاول اقتسامها كغنيمة.
وحين اشتعلت الحرب، لم تكن “قحت” على قدر اللحظة. لم تنحاز للشعب ولا قوات شعبه وتناست تماما انها اعتصمت امام مقر قيادة الجيش، ولم تدافع عن المدنيين بوضوح، بل اختارت الرمادية المريبة: تارةً تصمت، وتارةً تبرر، وتارةً تقف إلى جوار من لوّثوا تراب السودان بالدماء الجنجويد والعياذ بالله.
حين وقف بعض قادة قحت أو المتحدثين باسمها على مسافةٍ واحدة من الجيش ومن قوات الدعم السريع، كان ذلك في نظر الشعب خيانةً لا تُغتفر فما بالك عندما تحالفوا معها ودعموها.
كيف يمكن لمن رفع شعار “العدالة” أن يقف في صف من ارتكب جرائم بحق المدنيين؟
كيف يمكن لمن نادى بالسلام أن يُبرر موقف مليشيا ال دقلو الارهابيه في ان تقتل وتُفني أبناءه؟ جاء على لسان ايقونة التمباك خالد سلك في عبارته الشهيره(ان هذا ابسط مايقدمه اهلنا ثمنا للديمقراطيه )..الشعب لن ينسى خروج ذات الكدمول الاحمر الملطخ بدماء الابرياء على شاشات القنوات الفضائيه والاسافير وهي تحرض المجتمع الدولي ضد بلادها …
لقد كانت الفاشر بالأمس جرحاً نازفاً في قلب السودان، وكانت صور الأطفال والنساء والبيوت المحروقة كافية لتهز ضمير أي إنسان… لكن قحت للأسف لم تهتز كما اهتز الشارع بل خرج السفهاء والناشطين والصحفيين من بني جلدتها متعاطي الكراتين الاماراتيه فرحين بسقوط الفاشر وكانما المليشيا ستوفر لهم الأمن والاستقرار وتحقق لهم احلامهم الورديه ونسوا تماما انه عندما جاءت مليشيا ال دقلو الي بعض المناطق هربوا منها الى خارج البلاد كان عليكم ان تقفوا مع من سيحققون لكم الديمقراطيه
اي تناقض هذا ياعملاء السفارات؟
فمن يساوم على دماء الأبرياء، فقد سقط سياسياً وأخلاقياً
فلا مكان لمن وضع يده مع سافكي دماء الابرياء… .
اليوم، ينظر الشعب السوداني إلى “قحت” كما ينظر المريض إلى الطبيب الذي خانه، أو العاهرة التي باعت شرفها
وينتظر الحظة المناسبه للقصاص منكم واذا اردتم ان تتأكدوا من هذا اخرجوا في مليونيه وطالبوا بالحكم المدني في بورتسودان ساعتها تعرفون حقيقتكم امام الشعب الذي ينتظر لحظة القصاص منكم على احر من الجمر…
وستظل القوات المسلحة رمز العزة مهما تكالب عليها شذاذ الافاق… .
نصر من الله وفتح قريب



