بروجي في ساحات الفداء الحلقة الاولي مذكرات مراسل حربي عامرالسيد(عامرون )
الجمعة الموافق 18من شهر 8عام 1989كان ميلاد اشهر البرامج التلفزيونية حيث انطلق صوت البروجي معلنا ميلاد برنامج( في ساحات الفداء )..كأول برنامج ليس في السودان بل في القارة الأفريقية والعالم العربي يوثق وينقل تفاصيل مجريات الحرب في مسارح العمليات من خلال عدسة الكاميرا التي يحملها المراسل الحربي وهو بين زخات الرصاص ودوي المدافع وهدير الراجمات..وقد استشهد عدد من مرسلي البرنامج أثناء تغطية العمليات ..
ومن تصاريف القدر أن يستشهد اول تيم للبرنامج في معارك الكرمك عام 1989حيث قدمت مؤسسة الفداء للانتاج الاعلامي الشهيدين الملازم أول/عثمان عمر وياسر كرم الله وهما النواة الأولي لبرنامج في ساحات الفداء ..وكان استشهادهم دافعا كبيرا لاستمرار البرنامج لتتوالي قوافل المراسلين الحربين جيل اثر جيل وشهيد اثر شهيد حتي وصل العدد الي 19 شهيدا من قناديل الفداء كان دمهم الطاهر مهرا لثوثيق لحظات ما كان ليصدقها أحد لو لم تلتقطها كاميرا في ساحات الفداء ..مثل اللحظات المهيبة والصعبة ل عبور نهر كيت ونهر بورو وتحرير شللوب ورساي وهجليج وغيرها .
ومواقف الشهداء ومنها فقط كمثال وقفة الشهيد /المقدم الركن ادم ترايو قائد قوات الالتفاف في معركة الميل 40 حين خاطب الدبابين وقال لهم (اليوم أما أن أدخل بكم الجنة أو أدخل بكم التاريخ من أوسع أبوابه ) وصدق ذلك القول بالفعل حيث تقدم بقواته خلف العدو وحقق عنصر المفاجأة التي كانت واحدة من أسباب كثيرة في كسب معركة الميل 40.. أو أربعين ميل كما يحلو للمجاهدين تسميتها ..وقد استشهد ادم ترايو مع ثلة من الاخيار بعد أن نجحوا في تنفيذ مهمتهم ..والشهيد معاوية سكران الجنة الذي اعتلي دبابة العدو وهو يحمل البنزين والكبريت ليشعلها وأحاديث الصفاء التي سجلتها الكاميرا للشهيد صغير السن مصطفي ميرغني والمعز عبادي و العمليات الجراحية الدقيقة التي كان يجريها الشهيد الدكتور عوض عمرالسماني تحت الامطار وأثناء سير المعارك ..والشهيد الملازم مظلي /وداعة الله شاعر قصيدة صيف العبور والشهيد الملازم عبدالله الليم بن جبل موية الذي استشهد في جبل ملح ..والشهيد العميد الركن /ابراهيم عبدالجليل وفارس المدفعية عطبرة الشهيد العقيد الركن /خميس انجليز
والشهيد اللواء /كاكوم قائد الفرقة 16مشاة نيالا وهو أول ضابط يتم ترقيته الي رتبة اللواء وهو في مناطق العمليات في راجا (جيش كاكوم في راجا يحوم)..والشهيد المقدم ركن/عمر قرمبع وهو يقود المدفعية في جبال سندرو وكان برتبة ملازم اول وخطبة الشهيداللواء الركن/ عبدالمنعم الطاهر شطه في متحرك الشهيد موسي المتجه الي قيسان وكان برتبة العقيد وهو يقف يخاطب القوة المتقدمة تجاه و اليأس بقيادة المقدم الركن /ياسر العطا في منطقة ابوقمي بولاية النيل الازرق حيث قال قولته المشهور (نحنا يا رجالة لامن امهاتنا ولدننا كحلونا بي شطة..شطة عديل )..وقائمة طويلة من الشهداء من مختلف شرائح المجتمع ..طلاب ..عمال ..مزارعين ..موظفين ..تجار ..وزراء الخ..قدمتها عدسة في ساحات الفداء ..
ختاما ..بإذن الله ستعود ساحات الفداء ويعود صدق الانتماء ليكون مسك الختام معركة الكرامة التي تخوضها الأمة السودانية وقدمت فيها العديد من الشهداء والجرحى والمصابين لهم التجلة والتقدير والاحترام.
