مقالات رأي

محمد مامون يوسف بدر يكتب … الحقيقة العارية التي لن تُغسلها مياه السماء

 

نعم، ستنتهي الحرب حتماً كما انتهت كل حروب الأرض قبلها. ولكن حين تهدأ المدافع، وتُدفن آخر أنفاس الغضبً سيأتي المطر لينظف سماء الوطن من غبار المعارك وحينها لن تصمد مساحيق التبرير والادعاء.
سيأتي اليوم الذي تنهمر فيه أمطار الحقيقة على أرض السودان، فتُظهر ما أخفته الأقنعة. لن تنجو وجوه “الازدواجيين” من هذا الغسل العظيم فمساحيق “البراغماتية” و”ضرورات الحرب” ستذوب مع أول قطرة ماء نزيه.
سيُكشف المستور كما تُكشف الأرض الجرداء بعد انحسار الفيضان. سيعرف الناس من كان مع الوطن في محنته ومن كان يبحث عن مصلحته في ظلام الفوضى. لن تُخفي سجلات التاريخ وجوه الذين باعوا ضمائرهم ولن تُغفر للذين تاجروا بدماء الشعب.
ربما لن تأتي المحاسبة فوراً فجراح الحرب تحتاج وقتاً للالتئام. لكن ذاكرة الشعب أقوى من أن تُنمّش وقلوب الذين عانوا لن تنسى. ستبقى وصمة الخيانة عالقة كوشم النار على جبين كل من خان الأمانة.
التاريخ يعلمنا أن مساحيق الكذب لا تصمد طويلاً. كل الذين ارتدوا الأقنعة في حروب سابقة اكتشفهم الزمن وأذلهم الحقيقة. السودان سيتذكر والشعب سيدون في قلبه قبل كتب التاريخ أسماء من وقفوا معه وأسماء من خذلوه.
عندما ينتهي الرصاص ويبدأ البناء سيكون الاختبار الحقيقي من سيبقى ليرفع حجراً في إعمار ما دمّره؟ من سيقف أمام أبناء المستقبل ليقول كنت مع الحق حين كان الصمت خيانة؟
ستنكشف الحقائق كما تنكشف الأرض عند جفاف النهر تظهر فيها كل الخطوط والحدود التي رسمتها المياه. وستعرف الأجيال القادمة من كان بحق وطنياً ومن كان مجرد تاجر في سوق النزاع.
فالضمير لا يشيخ والحقيقة لا تموت والوطن في النهاية لأهله الحقيقيين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى