مقالات رأي

الرمال المتحركة دكتور يوسف قرشي لن تعود قحت للحكم على جثث الشهداء

 

منذ اندلاع معركة الكرامة، التي سالت فيها دماء الشهداء الزكية في ميادين السودان المختلفة، تشكّلت لدى الشعب قناعة لا تتزعزع بأن ثمن الكرامة أغلى من أن يُباع في سوق السياسة. لم تكن دماء الشهداء مجرد حدثٍ عابر، بل كانت عهداً مكتوباً في الوجدان الوطني بأن لا عودة لشذاذ الافاق ولا مساومة على ذلك بدماء شهداء معركة الكرامه.
ومع تصاعد المشهد السياسي وتعقّد المشاورات والتحالفات، ظهرت بعض الأصوات التي تحاول إعادة إنتاج تجربة “قحت” قوى الحرية والتغيير وكأن شيئاً لم يكن. لكن الشعب الذي قدم فلذات اكباده ثمنا للكرامة والسيادة الوطنيه لم ينسَ من خذله، ومن تهاون في حماية الوطن، ومن يريد ان يمتطي صهوة جواد الحكم على حساب المواريث والقيم النبيله والعادات والاعراف السودانيه…

لقد أخطأت “قحت” حين اختارت طريق العماله ، وجلست على طاولة واحدة مع من شردوا ونهبوا واغتصبوا الحرائر . أخطأت بل اجرمت حينما دعت المجتمع الدولي والغرب للتكالب على البلاد بل ليس هذا فحسب بل وصلت بهم الجرأة الى ابعد من ذلك حينما اطلت على الفضائيات ذات الكدمول الاحمر وبكل وقاحه وسوء ادب سياسي تصف السودان بانه دوله خطره على دول الاقليم وحين جعلت السلطة هدفاً لا وسيلة لخدمة الوطن. الشارع السوداني بات يدرك ذلك تماما وان الفظائع التي ارتكبت ضده من ملاقيط الدعم السريع ومراراتها لا تنتهي الا بالقضاء عليهم.

الشهداء الذين سقطوا في مواقع الشرف، وفي الأحياء، وفي كل سوح القتال، لم يضحّوا من أجل عودة الخونة وعملاء السفارات ازميل بن ناقص. دماؤهم الطاهرة كانت نداءً للوطن بأن يبنى من جديد على قاعدة وطنيه راسخه .
لن تعود “قحت” للحكم على جثث الشهداء، لأن هذا الشعب لم يعد ذاك الشعب الذي يُخدع بالشعارات. لقد تعلم، ونضج، وذاق مرارة الخيانة السياسية، وأدرك أن الكرامة الحقيقية لا تُصان بالكلمات، بل بالفعل والموقف.

إن الطريق نحو السودان الجديد لا يمر عبر عودة من فشلوا في الاختبار الأول، بل عبر جيلٍ جديدٍ يحمل شعلة الكرامة بوعيٍ أكبر وإرادةٍ أصلب. فالمعارك لا تُختزل في تحالفات، ولا تُختطف باسم “السلام ووقف الحرب”. إن معركة الكرامة تعبر عن شعب بات اليوم يرى الموت اهون عليه من عودة هؤلاء واصبحت فكرة والفكرة لا تموت، ما دام في هذا البلد من يؤمن بأن السيادة الوطنيه والكرامه لا تُمنحان الاعبر التضحيات….
الله اكبر
نصر من الله وفتح قريب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى