مقالات رأي

الشهداء.. سادة الأرض وضيوف السماء .. التقرير رقم 4 بقلم: محمد عبدالجبار القنصل

* ولا تَحْسَبَنَّ ٱلَّذِينَ قُتِلُوا۟ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ أَمْوَٰتًۭا ۚ بَلْ أَحْيَآءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ” (آل عمران: 169)*

هؤلاء هم الرجال الذين وقفوا سداً منيعاً أمام زحف الخيانة والغدر، هم الذين أفشلوا مخططات دول بحالها سخّرت كل ما تملك من سلاح ومال ودعم سياسي وإعلامي لتمكين مليشيا غادرة فاجرة من اغتصاب أرض السودان، لكنهم لم يدركوا أن هذه الأرض محروسة بدماء طاهرة، محمية بقلوب لا تخاف، وعقيدة لا تنكسر.

شهداء معركة الكرامة السودانية لم يكونوا مجرد جنودٍ يحملون السلاح، بل كانوا سور الوطن الذي تحطمت عنده موجات الغدر والخيانة، كانوا اليد التي أمسكت بالراية وأبت أن تسقط، كانوا القلوب التي خفقت بحب السودان حتى آخر نبضة.

معركة الكرامة السودانية لم تكن مجرد حربٍ بالسلاح، بل أسمىَ ، وكان منهم من ودّعَ صِغارهُ للمرة الأخيرة دون أن يخبرهم أنه قد لا يعود، لأن التضحية من أجل الأرض والعرض تستحق، وكان منهم من كانت أمه تودّعه بالدموع، لكنها رغم حزنها رفعت رأسها فخراً، لأنه لبّى نداء الوطن.

يا أمهات الشهداء، لا تبكينهم، بل افخرن بهم، فقد كسبوا المجد الذي لا يُفنىَ، وهم اليوم في ضيافة الرحمن، في مقعد صدقٍ عند مليكٍ مُقتدر. ويا أطفالهم، ارفعوا رؤوسكم، فآباؤكم كتبوا التاريخ بدمائهم، وأثبتوا للعالم أن السودان لا يُغزى، ولا يُهان، ولا يركع إلا لله.

لقد ظنَّ الأعداء أن الجيش السوداني سيتراجع وينهار أمام عواصف النار، لكنهم لم يدركوا أن من يُقاتل بعقيدة أقوى من كل سلاح، وأن من يهب روحه فداءً للأرض والعِرض لا يمكن هزيمته.

السلام عليكم يوم خرجتم للقتال، والسلام عليكم يوم سقطتم شهداء، والسلام عليكم يوم تبعثون لتشهدوا أنكم كنتم أهلًا للنصر وأهلًا للمجد.

اللهم يا عظيم السلطان، يا قوي الأركان، يا من بيده ملكوت كل شيء، نسألك بأسمائك الحسنى وصفاتك العُلى، أن تتقبّل هؤلاء الشهداء عندك في أعلى عليين، وأن تجعل قبورهم روضةً من رياض الجنة، وأن ترفع درجاتهم مع النبيين والصديقين والصالحين، وحسن أولئك رفيقًا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى