الأخبار

تداعيات الصراع الاسرائيلي الايراني واثاره الاقليمية والدولية

تقرير : خالد فضل السيد٢
الحرب التي تدور رحاها الان بين اسرائيل وحليفتها الولايات المتحدة الامريكية ضد دولة ايران بغرض تدمير مفاعلها النووي ومحاولة اضعافها عسكريا بقوة السلاح جعلت العالم يحبس انفاسه خصوصا بعد الرد العنيف وغير المتوقع من الجانب الايراني الذي استخدم اسلحة وصواريخ باليستية ردا علي هذه الهجمات المفاجئة والذي استهدف من خلالها المدن والمنشاءات الحيوية كمدينة تل ابيب وحيفا وعددا من المناطق الاخري ذات الطابع الامني كمبني المخابرات ( الموساد ) والمعهد البيلوجي في سابقة تحدث لاول مرة في اسرائيل منذ نشاءتها مما ادخل الخوف والذعر في اسرائيل قيادة وشعبا جعلت الجميع ينجبر للعيش داخل الملاجئ .
قيام هذه الحرب وبهذه الضربة الاستباقية والمفاجئة لايران بغرض تدمير مفاعل ايران النووي واغتيال عدد من قيادتها من العسكريين والعلماء والخبراء في المجال النووي
اثار غضب قيادات دولة ايران والتي توقعت فيها اسرائيل وامريكا بهذه الضربات الخاطفة نهاية الصراع لصالحهما في وقت وجيز ولكن كانت المفاجاءة ان بادرت ايران برد عسكري قوي وعنيف استخدمت فيه الصواريخ الباليستية والمسيرات المتطورة وامطرت فيها ايران اسرائيل بوابل من الصواريخ مستهدفة منشاءتها الحيوية والمناطق الماهولة بالسكان مما اسفر علي وقوع خسائر كثيرة تكتمت عليها اسرائيل عبر منع وسائل الاعلام الداخلية من عكس ذلك خارجيا ولم تسلم حاملات الطائرات الامريكية والقواعد الامريكية بالدول العربية من الخطر المحدق وهذه الهجمات الامر الذي ادخل الخوف والرعب في اسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية اللذان لم يتوقعا مثل هذا الرد القوي والحاسم من الجانب الايراني .
وبعد ظهور هذه القوة المفاجئة لايران وقدرتها العسكرية للصمود واحداثها للخسائر الجسيمة داخل اسرائيل رغم تباهيها بدفاعاتها القوية والتي اظهرت ضعفها امام سيل الصواريخ الايرانية المنهمرة عليها كالمطر بدات اسرائيل وامريكا بالتفكير جديا في التفاوض لانهاء هذه الحرب التي كان لها تاثيرها الداخلي علي النخب الحاكمة هنالك .
بعد الرد الايراني العنيف اخذت الدول تتحرك من خلفها امريكا لاحتواء هذا الوضع قبل خروجه عن السيطرة ولحفظ ماه وجه الولايات المتحدة الامريكية التي تفاجاءت ايضا بقوة المارد الايراني والذي توقعته ان ياتي للمفاوضات النووية منكسرا تحت وابل النيران للضغط عليه لكنه صمد وقلب الطاولة عليهم بل وادخل الخوف والرعب فيهم خصوصا بعد انذار ايران بمهاجمة القواعد الامريكية في المنطقة وبالذات التي توجد في الدول الخليجية التي حبست انفاسها ايضا بعد التفوق العسكري الذي اظهرته دولة ايران رغم الخسائر والضربات القوية التي تعرضت لها من الطيران الاسرائيلي الذي استباح مجالها الجوي ولكن ايران صمدت بالرغم من تدمير العملاء الذين جندتهم الموساد لابطال منظوماتها الدفاعية الجوية الا انها استطاعت من اسقاط عدد من الطائرات المتطورة الاسرائيلية والامريكية باستخدام اسلحة وصواريخ تدخل مجال المعركة لاول مرة مما اربك المشهد وجعل اسرائيل والولايات المتحدة الامريكية يهرولان للاستنجاد ببعض الدول المقربة من ايران لوقف الحرب عبر المفاوضات فهذه الحرب حركت الداخل الاسرائيلي والامريكي بعد قيام المظاهرات والاعتراضات لقيام هذه الحرب الامر الذي جعل الكراسي تهتز تحت الاقدام .
دخول الولايات المتحدة الامريكية ساحة المعركة تضامنا مع اسرائيل جعل العديد من الدول حليفة ايران تتحرك بقوة للوقوف معها ايضا ضد هذا الغزو الامر الذي وضع منطقة الشرق الاوسط علي سطح صفيح ساخن قابل للانفجار في اي لحظة والذي ينذر بقيام حرب عالمية ثالثة بعد قيام هذه التحالفات الرافضة للهيمنة الامريكية والاسرائيلية علي مجريات الامور بالعالم .
قيام ايران بضرب اسرائيل بالصواريخ وبكاء وعويل المواطنيين ومكوثهم مجبرين في الملاجئ لعدة ايام جعل الشباب العربي مبتهجا بهذه الانتصارت وعبر استخدام وسائل التواصل الاجتماعي اظهروا فرحتهم واعجابهم بالرد الايراني الذي جعل عاصمة الكيان الصهيوني اسرائيل تل ابيب تهتز لاول مرة في تاريخها وتم تدمير عدد من المنشاءات الحيوية والحساسة رغم تكتم وسائل الاعلام الاسرائيلي عليها بتوجيه من الحكومة واصبح الاسرائيلين داخل الملاجئ فترة طويلة من الزمن خوفا علي حياتهم وبعضهم اخذ يبكي عبر وسائل الاعلام متوسلا لايران بوقف هذه الحرب ومعظمهم الان يستعد لمغادرة اسرائيل والهروب منها خوفا علي نفسه واسرته من هذه المحرقة والموت الجماعي باستخدام الصواريخ والاسلحة المتطورة من الجانب الايراني .
العالم اليوم يمر بمرحلة خطيرة والصراع الدولي قادم لا محالة طالما دولة الكيان الصهيوني بقيادة نتنياهو المتعطش للدماء والولايات المتحدة الامركية بقيادة رئيسها المتعالي ترامب يجلسان علي سدة الحكم ويتحكمون في دولة تملك ترسانات من الاسلحة المدمرة ويتدخلان في شؤون الدول الاخري بل ويدعمان الانفلاتات الامنية والمعارضين لانظمة الحكم من اجل تنفيذ اجندتهم لفرض واقع بقوة السلاح لمصالحهما مع تجاهل القيم والاخلاق والقوانين والمواثيق الدولية .
الفرصة الان سانحة للدول العربية والاسلامية لتتوحد ووتحالف مع بعض وتتسامي عن صغائر الامور من اجل حماية اراضيها وشعبها ومواردها الذاتية لتصمد امام الطوفان القادم والاستعمار الجديد الذي من اهم بنوده الاستمتاع بثروات الشعوب والدول عنوة .
هذا الواقع الماثل الان وفي ظل هذه التحالفات الجديدة اصبحت الولايات المتحدة الامريكية تتخبط في قراراتها بعد ان تم سحب البساط من تحت اقدامها فلم تعد هي شرطي العالم الاوحد كما كانت في السابق حيث كانت هي صاحبة الكلمة الاولي والاخيرة حتي داخل مجلس الامن الدولي نفسه مما جعل معظم الدول الاخري تتململ من هذا الوضع غير المرغوب فيه والذي يأجعل الكلمة والهيمنة لدولة واحدة دون مرعاة لبقية الدول الاخري وهيبتها التي اخذت تتحالف مع بعضها لكسر تلك الهيمنة الاحادية من جانب الولايات المتحدة الامريكية .
في ظل هذا الوضع والتحالفات التي اخذت في الازدياد بين الدول لمواجة الهيمنة والاستبداد الامريكي والاسرائيلي والغربي المتعاون معهما فان الحرب العالمية الثالثة قادمة لامحال شئنا ام ابيننا وسيتعرض العالم الي خراب وتدمير لا مثيل له كما يحدث في افلام الاكشن .
الصراع الذي يدور الان الدول العربية المطلة علي البحر الاحمر ليست بمعزل عنه بل ستصبح في قلب المعركة لاهمية هذه المواقع الاستراتيجية ومالم تتجهز من الان وتعرف مواقع اقدامها وتتاهب للصراع القادم الذي اصبح واردا في ظل هذه التوترات السائدة الان والتي نتيجتها الحتمية هي اندلاع الحرب مالم يتم نزع فتيل الازمة .
اثار هذه الحرب التي اكتوت بها الولايات المتحدة الامريكية واسرائيل مازالت اثارها باقية ففي امريكا بدا مجلس النواب يتحرك باغلبية ساحقة لعزل ترامب 344 صوتا مقابل 79 بتهمة اساءة استخدام السلطة وفي داخل اسرائيل اعلن وزير الطاقة انقطاع التيار الكهربائي عن 18 الف منزل في اسدود بعد القصف الصاروخي الايراني وعلي لسان صحيفة ( يديعوت احرونوت) قالت ان اسرائيل مستعدة لانهاء الحرب خلال اسبوع وقالت نقلا عن مصادر مطلعة ان الحكومة الاسرائيلية ستقبل باي وقف لاطلاق تار لو جات المبادرة من ايران.
ايران بدورها ايضا استفادت من هذه الحرب فمن ايجابياتها انها وحدت الشعب الايراني حتي المعارضة مع نظام الحكم واصبح هم الجميع هو مواجهة العدوان الاسرائيلي وكذلك بدات اجهزتها الامنية في كشف ورصد العملاء وكل متعاون مع اسرائيل في هذه الحرب وستبدا مرحلة جديدة بعد نظافة العملاء والخونة الذين تم القبض علي عدد منهم بعد عمليات الرصد والمتابعة .
وهكذا ستعلن الحرب نهايتها فالنتائج الباهظة لهذه الحرب لاتقدر علي تحملها هذه الدول المتصارعة ولكن الفائز فيها هي ايران بحسبان النتائج علي ارض الواقع رغم الخسائر فقد عادت لها هيبتها واثبتت للعالم مدي قوتها بعد ضربها للمدن الاسرائيلية والمنشاءات الحيوية لاول مرة في تاريخ اسرائيل والتي كانت تزعم حمايتها بالقبة الحديدية .
وادركت امريكا مؤخرا انها اوقعت نفسها في ورطة بقيامها بالمشاركة مع اسرائيل لضرب المفاعل النووي فقد عرضت سفنها وقواعدها العسكرية للخطر مما سؤثر علي وجودها بالمنطقة وبالفعل بدات ايران بضرب سفنها وقواعدها العسكرية في دول الخليج وسيكون بالطبع لصالح دول اخري كروسيا والصين التي ستعزز وجودها بالمنطقة .
في ظل هذا الوضع اخذت الولايات المتحدة الامريكية تراجع في حساباتها لوقف الحرب التي ستكلفها كثيرا ان استمرت وبموجب ذلك بدات امريكا واسرائيل تتحركان لوقف هذه الحرب التي اشعلوها من دون ان يدرسوا او يتوقعون عواقبها الوخيمة عليهم وعلي المنطقة ونفوذهم فيها .
هذا بجانب تخوف امريكا من فقدان نفوذها بالمنطقة بعد التحالفات الجديدة التي برزت بقوة ( روسيا والصين وكوريا الشمالية وايران) وستنضم اليها العديد من الدول العربية والاسلامية التي تاذت كثيرا من افعال وتصرفات امريكا واسرائيل وهكذا فرضت ايران نفسها بالقوة وكما قيل (رب ضارة نافعة) .
الشرق الاوسط اصبح الان اشبه بالقنبلة الموقوتة والذي بموجبه ان انفجر سيتسبب في ازمة اقتصادية عالمية مالم يتم التوصل لحلول ترضي جميع الاطراف المتصارعة خصوصا بعد ان اعلنت ايران وقررت قفل مضيق هرمز .
الجميع اصبح الان في حالة ترقب يوميا وعلي مدار الساعة يراقب هذا الصراع والموقف عن كثب عبر وسائل الاعلام وعما ستسفر عنه من نتائج سلبا ام ايجابا والتي ان لم تخمد عبر التفاوض او باي طرق اخري ستكتوي بنيرانها دول العالم والشعوب لتاثيرتها الاقتصادية والامنية .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى