
ما أصعب الكلمات حين تكتب عن شهيد هو بعضا منك..حبيب صديق.. جمعنا حي العشرة بالخرطوم كجيران بل أسرة واحدة.. منزلهم قبلة لشباب الحي لأن والدته (امي ثريا)..والدة للكل.. وهي مثل مطر العافية أينما وقع نفع..امرأة بشموخ النخيل وجبال التاكا وتوتيل.. تستقبل الناس هاشة باشة.. كريمة حد الادهاش.. اما اشقائه.. سامي..سمير.. أمير.. تامر.. إبراهيم(بيو) .. عامر(دنقر).. عمار(ميوز) فهم نسيج من الاخوة الصادقة والمودة النادرة.. كرام عزاز.. حين تدخل إليهم يتستقبلونك كأنك أمير متوج في مملكته.. كنت حين يضيق صدري أسرع إليهم فترتاح النفس من رهق واحزان السنين ..بيتهم مفتوح لكل الناس..عشنا فيه اجمل اللحظات.. أعمق الضحكات وأروع السنوات ..حتي الاكل في بيتهم له طعم ومذاق خاااص..
ايام الحرب الأولى قضيناها مع الشهيد بلولي وعدد من شباب العشرة عشنا الايام بكل مافيها من مرارة ونقص في الغذاء ومحاصرة ومطاردة من قبل أفراد المليشيا.. وبعد أن ضيق علينا خرجنا من العشرة مجبورين..
في منطقة الشجرة العسكرية.. كنا مع بعض عشنا كل ايام الحصار والهجمات المتكررة والمستمرة على سلاح المدرعات..وفيها عرفته كما لم اعرفه من قبل..فتعمقت العلاقة أكثر وأكثر..
في احد الايام.. تم تدويننا فأصيب صديقة ورفيقه حضرة الصول بالشرطة (ابواللول) .. فرافقه إلى السلاح الطبي بأم درمان.. وفي ام درمان امتشق السلاح مقاتلا فذا.. وفارس حاوبات..
كان من أبطال تحرير الصالحه.. ولأن فارس مثله ما كان له إلا أن يموت شهيدا..ليعطر أرض صالحه بدمائه الذكية..
منير محمدالحسن(بلولي) .. تركتنا ورحلت مثل طائر النورس نحو سماء الخالدين..
كيف لنا أن ندخل بيتكم وانت تغيب عنه..كيف تمضي ايامنا وانت عبقها وعطرها الفواح بضحكاتك وروحك المرحه .. كيف اقابل امي ثريا وهي تحبك حبا لا نهايته له وانت تمازحها وتضحكهاو تساعدها في المطبخ وشؤون البيت .. كيف انظر في وجوه اخوانك وانت فارقتنا في سفرك الأبدي القاصد إلى رحاب الله.. عذرا سيدي الشهيد بلولي فالكلمات اقصر من تبوح بكل اشواقنا ولهفتنا لك وشوقنا إليك..
اللهم انزل علينا السكينة واربط على قلوبنا الزمنا الصبر الجميل. .. الدمع غلااااب اخي الشهيد بلولي.. العزاء لنا.. انك لم تمت كما تموت البعير.. بل اخترته العلياء لتسلكها نبراسا وختاما يليق بفصول حياة الابطال..
الأربعاء 21/5/2025م



