تعبئة الوفاء للشهداء ندا للقائد العام بقلم : محمد مامون يوسف بدر

اليوم يواجه السودان واحدة من هذه اللحظات المصيرية، حيث يدوي نداء القائد العام للقوات المسلحة سعادة الفريق عبدالفتاح البرهان منادياً أبناء الوطن كافة رجالاً ونساءً شباباً وشيوخا إلى التعبئة العامة للدفاع عن الوطن والنفس والعرض.
هذه ليست مجرد دعوة عابرة بل هي صيحة واجب في قلب كل سوداني أصيل تذكرنا بأن الدفاع عن الوطن ليس خياراً بل واجباً مقدساً وشرفاً لا يُتنازل عنه. إنها دعوة تلامس أعماق الإنسانية فينا فتثير كامن الحماسة والاستعداد للتضحية في سبيل الحفاظ على كيان تراب هذا الوطن الطاهر.
إن نداء “لنكون أو لا نكون” ليس مجرد شعار بل هو حقيقة وجودية تواجه الأمة السودانية في هذه اللحظة الفارقة. فإما أن ننهض جميعاً بكل أطيافنا وتنوعنا الغني لنكون درعاً منيعاً للوطن أو نخسر كل شيء: الأرض، الكرامة، المستقبل.
هذه الدعوة المفتوحة ليست حكراً على فئة دون أخرى بل هي نداء لكل مواطن غيور بكل ما يملك من طاقة وإمكانات. فالبعض سيلبي النداء بحمل السلاح والبعض بالكلمة الصادقةً والبعض بالدعاء الخالص والبعض بدعم الجهود بماله أو خبرته. كل حسب طاقته وكل حسب استطاعته في مشهد وحدوي مهيب يذكر بأيام السودان المجيدة.
ولعل في هذه المحنة فرصة حقيقية للوحدة الوطنية التي طالما عمل الأعداء على تقويضها حتى وصل بنا الحال إلى هذا المستنقع الآسن. فهذه هي اللحظة التي يمكن أن نذيب فيها خلافاتنا ونعلو فوق انقساماتنا لنجتمع تحت راية واحدة هي راية السودان.
وفي هذا الصدد نطالب السيد رئيس مجلس السيادة سعادة الفريق عبدالفتاح البرهان باعادة ضباط وجنود القوات المسلحة وقوات الشرطة وقوات الأمن الوطني والقوات الاخري الذين هم بالمعاش والذين تم فصلهم من الخدمة لأسباب مختلفة فما لم تثبت عليهم خيانة الوطن او الأمانة للخدمة لانهم الذين خبروا ساحات الوغى فإن هذه ساعة الحقيقة وفرصة الالتحاق بالركب واردة لأن الوطن يتسع للجميع في ساعة الخطر.
إنها نفرة شرف وزحف كرامة ومسيرة عزيمة وإصرار. فلنكن جميعاً عند مستوى المسؤولية ولنحمل الأمانة كما حملها الأجداد ونكتب بأرواحنا ودمائنا فصلاً جديداً من فصول الشهامة السودانية حتى يكون لنا وطن نعيش فيه بكرامة ونورثه لأبنائنا وأحفادنا بعزة وفخر.



