مقالات رأي

اخر العلاج خالد فضل السيد. تشكيل الشرق الاوسط الجديد يهدد الدول العربية والاسلامية

واقع جديد ستفرزه الحرب التي نشبت بين اسرائيل بمساندة الولايات المتحدة الامريكية ضد دولة ايران بغض النظر عن المنتصر او المهزوم او الانتهاء بالتفاوض والذي غالبا ماستنتهي عليه بعد الضربات الموجعة التي قامت بها ايران داخل الكيان الصهيوني ولم يكن متوقعا والتي جعلت الجميع يختبئ في الملاجئ وتم منع وسائل الاعلام من تصوير المنشاءات التي تم تدميرها بواسطة صواريخ ايران التي اذهلت الجميع مما جعل الدول الكبري تتحرك لاحتواء الحرب خوفا من ان تقلب ايران الطاولة ضد اسرائيل التي تساندها الولايات المتحدة التي ظن رئيسها المتغرطس ترامب ومعه الدموي نتنياهو ان ايران ستخضع للتفاوض والتنازل في امر المفاعل النووي تحت ضغط النيران والحرب ولكن حدث مالم يتوقعانه فقد صمدت ايران ولم تتاثر بالضربات التي وجهت لها بالرغم من اغتيال القيادات المؤثرة بل قامت بامطار اسرائيل بوابل من الصورايخ التي دمرت عددا من المنشاءات الحيوية وجعلت الجميع يصرخ من الخوف من الموت من ضمنهم نتنياهو واعضاء حكومته الذين يختبؤون في الملاجئ خوفا من القصف الايراني المكثف .
اوضحت هذه الحرب مدي الخيانة والعمالة التي تعرضت لها ايران من الداخل والذي سهل للمخابرات الاسرائيلية ( الموساد ) من التوغل داخل المواقع الحساسة بالبلاد وحسنا فطنت ايران لهذه النقطة وتم القبض علي شخصيات داخل تلك المواقع التي خانت الدولة ويجري التحقيق والتحري معهم .
ورغم ذلك نتاسف لوقوف بعض الدول العربية مع دولة الكيان الصهيوني كدولة الاردن التي اسقطت بعض الصواريخ الايرانية في اجوائها حتي لاتصيب اسرائيل بينما سمحت لصواريخهم ان تستهدف ايران وشعبها وكذلك دولة الامارات التي ساهمت في نقل الاسلحة لاسرائيل وهو ليس مستبعد منها لانها جزء من المؤامرة علي الدول العربية والاسلامية .
من المؤسف ان كل الدول والقيادات تجاهلت التصريحات الصادمة التي اطلقها الرئيس دونالد ترامب في السابق في مؤتمر الجمهوريين الاخير قبل توليه المنصب عبر الانتخاب فكانت تصريحاته واضحة تشقعر لها الابدان من هول الكلام وخطورته علي المدي القريب والبعيد والموجه لكل الدول العربية والاسلامية والافريقية وحتي بقية دول العالم الاخري .
فقد اكد ترامب من خلال حديثه قائلا مانراه يجري اليوم من حروبات وانقسامات وفتن بين الدول بالذات العربية والاسلامية والافريقية ماهو الا نتيجة لعمل مخابراتي خبيث تفعله تلك الايادي الاثمة بمعاونة بعض القيادات الذين باعوا شعوبهم من اجل البقاء في المنصب علي حساب الشعوب ورفاهيتها من الخيرات والثروات التي تتمتع بها دولهم فهم بذلك يساهمون في تدمير بلادناهم من اجل المال وتغليب المصلحة الخاصة علي العامة .
تصريحات ترامب كانت واضحة ولاتحتاج الي معاجم فقد اكد
انه بدأ نظام عالمي جديد يحكمه المال والإعلام عالم لا مكان فيه للقيم الإنسانية واشار ترامب
لا تستغربوا اننا عينة من هذا النظام العالمي الجديد هذا النظام يعرف طبيعة عمله الخالي من القيم الإنسانية والاخلاقية فانا لا يهمني ان يموت المصارع مايهمني هو ان يكسب المصارع الذي راهنت عليه ومع ذلك اوصلني النظام العالمي الى الرئاسة انا الذي ادير مؤسسات للقمار وانا اليوم رئيس اقوى دولة اذاً لم تعد المقاييس الأخلاقية هي التي تحكم الذي يحكم اليوم العالم والكيانات البشرية هي المصالح .
وقد اكد ترامب قائلا لقد عمل نظامنا العالمي بصبر ودون كلل حتى وصلنا الى مكان انتهت معه سلطة الكنيسة وفصل الدين عن السياسة وجاءت العلمانية لمواجهة المسيحية .
وتابع حديثه عندما سقطت ما سميت بالخلافة الإسلامية العثمانية وحتى الديانة اليهودية اسقطناها عندما ورطناها معنا بالنظام العالمي فالعالم اليوم بغالبيته يكره السامية لذلك نحن قمنا بفرض قانون يحمي السامية ولولا هذا القانون لقتل اليهود في كل بقاع الارض لذلك عليكم ان تفهموا ان النظام العالمي الجديد لا يوجد فيه مكان للأديان لذلك انتم تشاهدون اليوم كل هذه الفوضى التي تعم العالم من اقصاه الى اقصاه انها ولادة جديدة ولادة ستكلف الكثير من الدماء وعليكم ان تتوقعوا مقتل عشرات الملايين حول العالم ونحن كنظام عالمي غير آسفين على هذا الامر فنحن اليوم لم نعد نملك المشاعر والاحاسيس .
وقال ترامب علي لسانه لقد تحول عملنا الى ما يشبه الالة مثلاً سنقتل الكثير من العرب والمسلمين ونأخذ اموالهم ونحتل اراضيهم ونصادر ثرواتهم وقد يأتي من يقول لك ان هذا يتعارض مع النظام والقوانين ونحن سنقول لمن يقول لنا هذا الامر انه وبكل بساطة إن ما نفعله بالعرب والمسلمين هو اقل بكثير مما يفعله العرب والمسلمون بأنفسهم إذاً نحن من حقنا ان لا نامن لهم لأنهم خونة وأغبياء خونة وكاذبون .
واشار ترامب هناك إشاعة كبيرة في العالم العربي بان امريكا تدفع مليارات الدولارات لإسرائيل وهذه كذبة فان الذي يدفع لإسرائيل مليارات الدولارات هم العرب فالعرب يعطون المال لأمريكا التي بدورها تعطيه لإسرائيل وأيضاً العرب أغبياء أغبياء لأنهم يتقاتلون طائفياً مع العلم ان لغتهم واحدة والغالبية من نفس الدين اذاً المنطق يبرر عدم بقائهم أو وجودهم لذلك تسمعونني أقول دائماً بان عليهم أن يدفعوا .
وتابع ترامب اما صراعنا مع إيران ليس لان ايران هي التي اعتدت علينا بل نحن الذين نحاول ان ندمرها ونقلب نظامها وهذا الأمر فعلناه مع الكثير من الدول والانظمة فأنت لكي تبقى الاقوى في العالم عليك ان تضعف الجميع .
انا اعترف انه في ما مضى كنا نقلب الانظمة وندمر الدول ونقتل الشعوب تحت مسميات الديمقراطية لأن همنا كان ان نثبت للجميع اننا شرطة العالم اما اليوم لم يعد هناك داعي للإختباء خلف اصبعنا فانا أقول امامكم لقد تحولت أمريكا من شرطة الى شركة والشركات تبيع وتشتري وهي مع من يدفع أكثر والشركات كي تبني عليها دائماً ان تهدم ولا يوجد مكان مهيأ للهدم اكثر من الوطن العربي
مثلاً ان ما صرفته السعودية في حربها على اليمن تقريباً يعادل ما صرفته أمريكا بحرب عاصفة الصحراء وماذا حققت السعودية في الختام قالت إنها بحاجة لحمايتنا في الوقت الذي تدفع فيه مليون دولار ثمن صاروخ لتدمر موقعاً او سيارة لا يتجاوز ثمنها بضعة آلاف الدولارات .
لا اعلم اين النخب ولا اريد ان اعرف فأنا اعرف بان مصانع السلاح تعمل لا يعنيني من يموت ومن يقتل في تلك المنطقة وهذا الامر ينطبق على الجميع فانا ساستمر بمشروع السيطرة على النفط العربي لأن هذه السيطرة تساعدنا في استكمال السيطرة على اوروبا والصين واليابان .
ثم إنه لا يوجد شعوب حرة في المنطقة فلو وجدت لما وجدنا نحن لذلك لن نسمح بإيقاظ هذه الشعوب كما لن نسمح لأي جهة كانت الوقوف في وجه سيطرتنا على المنطقة لذلك وضعنا إيران امام خيارين اما الحرب واما الإستسلام وفرضنا عليها أقصى العقوبات التي ستوصلنا الى الحرب التي لن يربح فيها أحد في المنطقة بل سيكون الرابح الوحيد هو النظام العالمي الجديد ولكي يربح هذا النظام سنستخدم كل ما توصلنا اليه وعلى كافة الصعد العسكرية والتكنولوجية والإقتصادية .
تلك الكلمات التي نطق بها ترامب لم تاتي من فراغ بل هو مخطط موضوع منذ ازمان بعيدة وهو يعلم بذلك حتي قبل ان يترشح للرئاسة ويفوز بها وها هو اليوم ينفذ مايقوله عبر اسرائيل التي لا تريد دولة تنافسها في القوة العسكرية لا في الدول العربية ولا الاسلامية ولا غيرها .
لاحظوا ان كلام ترامب هذا كان قبل ان يترشح لرئاسة الولايات المتحدة الامريكية والان بعد ان استلم مقاليد الحكم في الولايات المتحدة بدا تنفيذ تلك الاجندة المرسومة .
ونكتفي هنا بكلام ترامب الذي تربع الان لرئاسة امريكا وبدا بتنفيذ مخططه بالتعاون مع اسرائيل لضرب ايران والذي بدا فعليا من خلال الحرب التي تدور الان وهو مايعتبر البداية الحقيقية لتنفيذ الاجندة السابقة والتي ان نجحت ستكون بمثابة ميلاد للشرق الاوسط الجديد الذي تحلم به اسرائيل والولايات المتحدة الامريكية .
الحرب الدائرة الان ما بين ايران و اسرائيل والمسنودة من امريكا وعدة دول مالم يتم التوصل للحلول عاجلة ستكون مقدمة وتمهيد لحرب عالمية ثالثة
بعد التحالفات
الجديدة التي اخذت تظهر في السنوات الاخيرة علي مستوي دول العالم من اجل المصالح المشتركة وقد صرح رؤساء بعض الدول المتحالفة مع ايران بالمشاركة عسكريا معها ضد الدول التي تحاربها . مالم تتاخذ الدول العربية والاسلامية حذرها وتعرف اين تضع قدمها من هذه التحالفات الجديدة وتتاهب لخوض معارك قادمة من اجل بقائها ستجد ان الطوفان القادم سيسحقها .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى